.jpeg "الزعيم الهندي المهاتما غاندي")
من هم القادة الحقيقيون الذين يقودون الشعوب والثورات لتحقيق أهدافها؟ وما هو الفرق بينهم وبين القادة المصطنعون الذين يحرفون مسار الثورات وعدم تحقيق أهدافها وتطلعات وأمال الشعوب.
لا يمكن للبطون المُتخمة أن تصنع التاريخ وتقود الشعوب نحو الحرية واسترداد حقوقها ولا يمكن لمن ألف عيش الترف والتنعم أن يكون قائدا لثورة نضال وكفاح ولا يمكن ان تسترد الحقوق وتستعاد السيادة والحرية من خارج الأوطان اعطني ثائر مناضل قاد ثورة ضد الظلم والاستبداد أو الاحتلال وحرر وطنه وهو يعيش حياة ترف ونعيم أو قاد الثورة والتحرير من خارج وطنه قادة الثورات والتحرر يولدون من رحم المعاناة من الطبقة الكادحة ويتخرجون من الزنازين والسجون ويعيشون ويترعرعون في ظل ظروف بائسة لا يجدون ما يؤكلون ولا ما يلبسون ويظلون يناضلون طيلة حياتهم من أجل قيم ومبادئ حتى يحققوها أو يهلكوا دونها لا تغريهم الملذات وزخرف الحياة ولا المظاهر البراقة ولا يثنيهم تهديد أو وعيد يعيشون ببساطة مثلهم مثل العامة ولا تستطيع أن تفرق بينهم وبين عامة الشعب والأمثلة في التاريخ على ذلك كثيرة ومنهم على سبيل المثل لا الحصر:-
⏹️المهاتما غاندي:-
الذي ناضل من أجل التحرر من الاحتلال البريطاني سنوات وقاد ثورة التحرر من داخل وطنه ومن وسط أبناء شعبه الغلابى وتعرض للترغيب تارة والترهيب تارة أخرى وسجن ونكل به واستمر في النضال رغم قل الإمكانيات والفاقة ولم يهرب رغم انه كان معذورا لأنه مطلوب وملاحق ولكنه فضل عيش البسطاء على عيشة المترفين والنبلاء كان باستطاعته أن يعيش ملكا ويمتلك الحشم والخدم والأموال ولكنه فضل النضال ولم ييأس او يستسلم حتى حقق هدفه وهدف أبناء شعبه الهند في التحرر من الاحتلال البريطاني.
⏹️مانديلا:-
جنوب أفريقيا عانت كثيرا من العنصرية ضد السود ولكن مانديلا استطاع أن يقود ثورة ضد التميز العنصري وانتصر في معركته لأنه لم يعيش في قصور فارهة ويركب أحدث الموديلات ويلبس أفضل الملبوسات ناضل من السجن وعندما خرج قادة ثورة البناء والتنمية ليس بالانتقام ممن مارسوا العنصرية ضدة وضد أبناء شعبه ولكن بسن قوانين تجرم التمييز العنصري وتحقق المساوة بين جميع فئات الشعب ونسيان الماضي.
⏹️عمر المختار:-
قاد ثورة ضد الاحتلال الإيطالي وتعرض للكثير من العذاب والسجن والترغيب والترهيب وسجن وحكم عليه بالإعدام ولن يتراجع عن أهدافه ومبادئه وضحي بحياته من أجل الحرية والتحرر .
وهناك الكثير من القادات والزعامات مثل جيفارا وغيره والأمثلة كثيرة على أن الثورات لا يقودها إلا أبطال وقادة يولدون من رحم المعاناة ويترعرعون في كنف أوطانهم ويفضلون حياة التقشف والزهد على الرفاهية وملذات الحياة. وأي ثورة تجد قادتها بعيدين عن قواعدها من أبناء الشعب على كل المستويات سواء على مستوى المعيشة او مستوى المشاركة في هموم الحياة والنضال فاعلم أن هؤلاء ليسوا بقادة حقيقين أنما هم قادة مصطنعين تم تحديد أدوارهم مسبقا ويتحركون وفق خطة وخطوط رسمت لهم لا يستطيعون مخالفتها وعندها يجب قراءة الفاتحة على أحلام البسطاء من الشعب والآمال التي حلموا يوما بتحقيقها.
.jpeg)
القادة الحقيقيون لا يغيرون مبادئهم واهدافهم التي حددوها ورسموها من البداية يضلون ثابتون عليها حتى لو اضطروا للموت دونها لا يتنازلون عن هدف منها ولا يساومون عليها ولا يتغيرون بتغير الواقع من حولهم ولا يستجيبون لأي ضغوطات أو إملاءات داخلية أو خارجية ولا يقبلون حتى العيش بعيدا عن قواعدهم الثورية وتجدهم منخرطين مع قواعدهم الثورية وملتحمين معهم في النضال والتضحية من أجل تحقيق أهدافهم التي اعلنوها منذ البداية.
هناك ثورات كثيرة حدثت وكانت أهدافها سامية ومطالبها مشروعة في بداية انطلاقها ولكن تعرضت لحرف مسارها في فترات متأخرة من انطلاقها والسبب في ذلك أن قادة هذه الثورات لم يولدوا من وسط المعاناة ولم يتربوا ويترعرعوا على قيم ومبادئ وأهداف هذه الثورات وإنما تم صناعتهم لأهداف أخرى لعل منها حرف مسار الثورات عن أهدافها وعدم تحقيقها.
الواقع ملئ بالشواهد ولا داعي لذكر أمثلة على ذلك .
بالله عليكم هل سمعتم أو قرأتم عن ثورة في التاريخ قادها قادة من خارج الأوطان أو قادتها كانوا يعيشون حياة مترفة وفي بحبوحة من العيش الرغيد .
المعاناة هي من تصنع النصر ومن رحم المعاناة يولد القادة ومن ساحات النضال ووديان وشعوب وصحاري الوطن يتم استعادة وتحرير الأوطان وليس من القصور الفارهة والفنادق الفخمة .
شهركم مبارك وتقبل الله طاعاتكم وأمسيتكم سعيدة وجمعة مباركة العاشرة من مساء الخميس السابع من رمضان1441هجرية الموافق 30نيسان ابريل2020م
محبكم/ناصر أحمد حسين