اغتيال افتهان المشهري: رصاص الغدر يطفئ "شمعة تعز" ويفجر الغضب
مقدمة: في صباح يوم الخميس الدامي، استيقظت مدينة تعز اليمنية على وقع جريمة بشعة هزت ضمير المجتمع بأسره. اغتالت رصاصات الغدر مديرة عام صندوق النظافة والتحسين، افتهان المشهري، في وضح النهار وسط المدينة، لتطوي صفحة امرأة عُرفت بنزاهتها وتفانيها في خدمة مدينتها المحاصرة. لم تكن هذه الجريمة مجرد حادثة اغتيال لمسؤول حكومي، بل كانت استهدافاً لرمز من رموز الأمل والعمل المدني في تعز، مما فجر موجة غضب واسعة وتساؤلات مريرة حول الانفلات الأمني.
تفاصيل الجريمة: كمين في وضح النهار
كانت افتهان المشهري في طريقها لممارسة عملها كالمعتاد، عندما اعترض مسلحون سيارتها في جولة سنان، أحد أكثر شوارع المدينة حيوية. وبدون سابق إنذار، أطلقوا عليها وابلاً من الرصاص، قدرته بعض المصادر بأكثر من 20 طلقة، أردتها قتيلة على الفور قبل أن يلوذوا بالفرار. نُقلت المشهري إلى مستشفى الثورة العام، لكنها كانت قد فارقت الحياة متأثرة بجراحها البالغة.
مشهد يعكس الصدمة والغضب في شوارع تعز بعد الجريمة
من هي افتهان المشهري؟ المرأة التي تحدت الصعاب
لم تكن افتهان المشهري مجرد موظفة حكومية، بل كانت قصة نجاح ملهمة. تسلمت إدارة صندوق النظافة وهو مثقل بالديون ويعاني من نقص حاد في المعدات، لكنها استطاعت خلال فترة وجيزة تحويله إلى مؤسسة خدمية فاعلة. عُرفت بتفانيها ونزاهتها، حيث كانت تتابع العمل ميدانياً في أوقات مختلفة من الليل والنهار لضمان نظافة المدينة. واجهت تحديات كبيرة كونها امرأة في منصب قيادي بمجتمع محافظ، لكنها أثبتت كفاءة نادرة جعلتها تحظى باحترام واسع.
رمز للنزاهة
عُرفت بنزاهتها وتفانيها في العمل العام.
قيادة ناجحة
حولت صندوق النظافة من مؤسسة مديونة إلى نموذج ناجح.
تحدي الصعاب
أول امرأة تتقلد هذا المنصب التنفيذي الخدمي في المحافظة.
ردود الفعل: غضب شعبي وإجراءات أمنية
أثارت الجريمة صدمة وغضباً عارماً في تعز ومختلف أنحاء اليمن. خرج عمال النظافة في احتجاجات غاضبة، وقاموا بنثر القمامة في الشوارع وأعلنوا الإضراب الشامل عن العمل، مطالبين بالقبض الفوري على الجناة. كما نُظمت وقفات احتجاجية نسائية تنديداً بالجريمة التي اعتبروها استهدافاً لكل نساء اليمن.
على الصعيد الرسمي، عقدت اللجنة الأمنية بمحافظة تعز اجتماعاً طارئاً، وأعلنت أنها تمكنت من تحديد هوية المتهمين الرئيسيين في الجريمة، وعلى رأسهم شخص يُدعى محمد صادق المخلافي، الملقب بـ "الباشق". ووجهت اللجنة بحملة أمنية لملاحقة الجناة ومداهمة الأماكن المشتبه بوجودهم فيها. كما صدرت توجيهات عليا من رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس الوزراء بسرعة ملاحقة المتورطين وتقديمهم للعدالة.
"كشفت وثائق ومصادر متطابقة أن الضحية كانت قد تلقت تهديدات بالقتل في وقت سابق... هذا الأمر يطرح تساؤلات جدية حول مدى تقصير الجهات الأمنية في توفير الحماية اللازمة لها رغم وجود بلاغات وتهديدات موثقة."
خاتمة: جريمة ضد تعز بأكملها
إن اغتيال افتهان المشهري ليس مجرد خسارة لأسرتها ومحبيها، بل هو خسارة لمدينة تعز بأكملها. إنها جريمة تستهدف كل صوت نزيه وكل يد تعمل من أجل بناء السلام وخدمة الناس في زمن الحرب. يبقى السؤال الأهم الآن: هل ستنجح السلطات في تحقيق العدالة ووضع حد لحالة الانفلات الأمني التي تلتهم خيرة أبناء اليمن؟
