JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

تأثير الاستبداد على تقدم ورقي الدول في شتى المجالات

jpg

مقدمة:

“هذا المقال يستكشف تأثير الاستبداد على تقدم ورقي الدول في مختلف المجالات، بدءًا من الدولة الإسلامية الأولى وصولاً إلى الدول الحديثة. يناقش المقال كيف يمكن للحرية والعدالة أن تسهم في التقدم، بينما يمكن للأنظمة الاستبدادية أن تعرقله. يتضمن المقال أيضًا نقاشًا حول دور الدين الإسلامي في تشجيع الحرية والتفكير الحر.”

الاستبداد وتأثيره على تقدم الدول

من الملاحظ على مر التاريخ أن هناك علاقة وثيقة بين تقدم ورقي الدول وبين الأنظمة التي تحكم هذه الدول. بداية من دولة الإسلام الأولى التي أسسها سيد الأنبياء وخاتم المرسلين محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، الذي أرسى أسس وقواعد الحرية والمساواة وأخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد. كانت دولة الإسلام في عهده توسع وانتشر الإسلام وتحسنت أحوال الناس واختفت ظواهر الاستبداد الفكري والاستعباد القصري.

الاستبداد وتأثيره على تقدم الدول الإسلامية

استمرت دولة الإسلام في التقدم والرقي في عهد الخلفاء الأربعة وامتدت في عهد الدولتين الأموية والعباسية. شهدت خلال حكم هاتين الدولتين إخفاقات في عهد بعض الخلفاء الأمويين و العباسيين بسبب الاستبداد الذي ظهر في مراحل من حكم هاتين الدوليتين. ولكن حدثت طفرة من التقدم والرقي في عهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز لم يحدث مثلها من قبل. ويعود السبب في ذلك التقدم والرقي واتساع ونهضة الدولة آنذاك إلى اختفاء الاستبداد وكان عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد من أكثر الحقب التي شهدت نهضة وتطور ورقي وظهرت ابتكارات واختراعات قام بها علماء مسلمون مما جعل دول أوروبا ترسل أبنائها لتلقي مختلف العلوم في دولة الخلافة الإسلامية ويعود الفضل لهذه الطفرة والنهضة للحكم الرشيد الغير مستبد الذي انتهجه الرشيد..

مع العلم أن جميع الانتكاسات التي حدثت في عهد بعض حكام الدولتين الأموية و العباسية حدثت بسبب الاستبداد وحكم الفرد المتسلط.

وهكذا استمر الاقتران بين الاستبداد والتخلف كقرينان لا يفترقان على مر العصور والدول فما من دولة شهدت تقدم ورقي إلا كانت مقرونة بالحرية والعدالة ويوجد على رأسها حاكم غير مستبد وما من دولة تأخرت وتخلفت عن ركب الأمم إلا كان الاستبداد والحاكم الفرد هو السبب. حتى أن كانت غنية بالموارد البشرية والمادية والثروات ووجود الكفاءات لن ترتقي إلى مصاف الدول المتقدمة.. والشواهد كثيرة على ذلك في العصر القديم والحديث وواضح للجميع...

الاستبداد وتأثيره على تقدم الدول الحديثة

وبالنظر إلى الدول التي تحكمها أنظمة مستبدة، أين موقعها من سلم الرقي والتقدم؟ وبالمقابل، الدول التي تحكمها أنظمة غير مستبدة تؤمن بحق الفرد في التفكير والعيش الرغيد والمشاركة في الحكم وإدارة الموارد والابتكار، أين أصبح موقعها من سلم الرقي والتقدم والنهضة العلمية الشاملة؟

البعض يقول أن الفقر وقلة الموارد وانعدام الكوادر والخبرات هو السبب؟

وعلى النقيض البعض الآخر يقول أن الدين هو السبب؟؟

وانا أقول لا هذا ولا ذاك السبب!!

السبب هو الاستبداد فقط لن تجد دولة يحكمها نظام مستبد متقدمة في أي مجال ولن تحقق أي إنجازات تذكر حتى في الرياضة فالبلدان التي تحكمها أنظمة مستبدة لن تحقق أي إنجازات على مستوى العالم وان حققت فهي نادرة وبالمقارنة دول صغيرة لكن يحكمها أنظمة غير مستبدة حققت إنجازات في شتى المجالات بما في ذلك الرياضة..

الاستبداد وتأثيره على تقدم الدول العربية

هناك دول في عالمنا العربي تمتلك ثروات وموارد بشرية ومادية كبيرة ولكن للأسف لم تحقق نهضة أو تقدم ولم ترتقي إلى أسفل سلم الرقي والتقدم. وستظل كذلك إلى ما شاء الله لها حتى يأتي جيل يؤمن بأن له عقل منحه الله لاستخدامه وتفعيل خاصية التفكير وعدم رهن عقله لأي شخص كان من كان هذا الشخص سواء ملك أو أمير أو رجل دين أو حزب أو جماعة. عندما يأتي هذا الجيل الذي يستمع للجميع ولكن لا يعمل إلا بما يراه ويهديه إليه عقله وتفكيره مالم يكن مخالفا لكتاب الله وسنة نبيه.

الدين الإسلامي والاستبداد

الدين الإسلامي ليس عائقا أمام التقدم والرقي ولم يكن مستبدا, على العكس هو دين الحرية والعدالة ودين التفكر والتأمل والانطلاق ولا يوجد أي قيود على الفكر في نصوصه أو نصوص تكرس الاستبداد وحكم الفرد. ولكن يوجد جماعات تم إنشائها بطريقة أو بأخرى بشكل مباشر أو غير مباشر تقوم بتأويل النصوص وتحويل مفاهيمها أو عدم السماح لغيرها بالتفكير فيها والخروج بمفاهيم ومقاصد أخرى لها غير ما يرونه هم وهذه الجماعة والأشخاص موجودون في أوساط المجتمع وهم من يقوموا بغرس أفكار ومعتقدات استبدادية في النشء وتحاول أن تعطل خاصية التفكير لدى الأجيال منذ الصغر وتعمل ليل نهار على تدجين الأجيال وتجعل منهم مستهلكين لا منتجين وتزرع فيهم قناعات أن العلم هو ما نقوله نحن وماجدناها في كتب كذا وكذا وغيره باطل وان التفكير ليس متاحا لكل فرد ومن حقه تفعيل الميزة التي ميزه الله بها وهي العقل. وتحاول جاهدة غرس مفاهيم أن العلم محصور في ما قاله العالم فلان أو علماء جماعة علان وان الفرد أو المواطن لا علاقة له بأمور السياسة والحكم والأنظمة التي تحكم وليس له الحق حتى في التفكير في أمور الدولة وسياستها وهذا من حق ولاة الأمور فقط من منطلق ((ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)) وان على رجل الدين وطالب العلم ان يكون بعيدا عن أمور الدنيا والدولة ويتفرغ لطلب العلم فقط....

القيود الفكرية التي تم وضعها على العقول هي السبب في تخلفنا .

لا يوجد أي خلاف أو تصادم بين الدين والعلم ولم يكن الدين في يوما من الأيام عائقا أمام العلم والتقدم ولكن حصر العلم والتفكير في مجالات محددة ومحاولة غرس هذه المفاهيم في الأجيال الناشئة من قبل جماعات نصبت نفسها الوكيل الحصري والمصدر الوحيد للعلم والتشريع ومن يحق لهم التفكير للعامة واعتبارهم مرجعية دينية وفكرية شاملة للجميع ويجب على الجميع العمل والتقيد الحرفي بما يصدر من هذه الجماعة وعدم التردد أو حتى التفكير لأن عقولنا لم تخلق للتفكير وميزة التفكير معطلة ولكن خلقت للتنفيذ والنسخ واللصق عليها فقط.

الخاتمة:-

الموضوع طويل ويحتاج إلى وقت طويل لكي نعطيه حقه واكتفي بما استطعت كتابته عن الاستبداد وعلاقته بتقدم ورقي الشعوب والأمم ويوجد مفكرين وكتاب أفضل مني وقد قاموا بتأليف كتب ونشروا عن هذا الموضوع واعطوه حقه ومستحقه واعذروني في التقصير أو عدم البراعة في الكتابة فأنا لست بكاتب لا يشق له غبار وهي مجرد محاولات من باب تحرير العقل والتفكير وعدم تقيد العقل أو رهنه لدا جماعة أو حزب أو أشخاص لا أقول الا ما يقولون ولا انشر إلا ما يكتبون كونهم هم من يحق لهم الكتابة عن هذا الموضوع وهم المفكرين الكبار لأني لا أأمن أن هناك أفضلية لشخص على آخر ومن حقي إن افكر واطرح افكاري فالله هو من منحني العقل وميزني به عن سائر المخلوقات ومن حقي إن افعل واستخدم ميزة التفكير وقد حاولت أن اكتب عن الاستبداد بلغة مبسطة ومفاهيم واضحة وأكثر قربا من جميع فئات وشرائح المجتمع أتمنى أن أكون قد وفقت في طرحي هذا فإن أصبت بها ونعمة وان أخطأت كنت قد نلت أجر استخدام النعمة التي ميزني الله بها وهي العقل في التفكير ولم انل أثم رهن عقلي وتقيد فكري...


ملاحظات:-


1-كلامي هذا لا يقصد جماعة محددة أو حزب أو أشخاص إنما يقصد أين ما وجد أشخاص تنطبق عليهم صفات من ذكرت فهناك من أمثال من ذكرت كثر في جماعات وأحزاب كثيرة.

2-ليس شرطا أن يكون النظام ملكيا حتى يكون مستبدا وليس شرطا أن يكون جمهوريا ديمقراطيا حتى يكون غير مستبد لأن هناك أنظمة ملكية ليست مستبدة وشعوبها في قمة الرقي والتقدم وهناك أنظمة تدعي انها جمهورية ديمقراطية هي اصل الاستبداد وموطنه.

✍ناصر احمد حسين - الأحد24يوليو2019م


author-img

مدونة خبير مسرح الجريمة Crime Scene Expert Blog

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة