عند حدوث أي جريمة في أي مكان أو موقع يقع في نطاق جغرافي محدد أو في نطاق أو داخل مؤسسة سواء كانت مؤسسة مدنية أو عسكرية هناك أمور وواجبات ومهام على مأموري الضبط القضائي ومساعديهم ومن في حكمهم المتواجدين في محيط مسرح الجريمة أو في مسرح الجريمة القيام بها وتنفيذها فور حدوث الجريمة وقبل وصول المختصين حاولنا تلخيصها على شكل نقاط نوضحها على النحو التالي:-
1-إبلاغ الجهات المختصة فوراً عن الواقعة وذوي العلاقة في سلطة التحقيق وسلطات جمع الاستدلال والأجهزة الأمنية والشرطة المحلية والشرطة العسكرية أو أي وحدات عسكرية أو قسم شرطة مرابطة في نطاق الاختصاص المكاني ويكون البلاغ الفوري تليفونيا أو عن طريق العمليات.
2-تطويق مسرح الواقعة من جميع الجهات ووضع علامات وحدود للمسرح لا يمكن تجاوزها بالدخول أو الخروج ووضع حراسة مشددة حول مسرح الجريمة ممن لديهم الخبرة الكافية في التعامل مع مسرح الجريمة وكيفية تأمينه وتأمين وحماية الآثار المادية وعدم السماح بالدخول أو الخروج من والى مسرح الجريمة المحدد بالعلامات والحدود .
3-عدم لمس أو تحريك أي أثر من الآثار المادية المتخلفة في مسرح الجريمة سواءً كانت على الجثث أو المركبات أو على الأرض في نطاق ومحيط مسرح الجريمة والحرص على عدم إضافة أو أخذ أي أثار من والى مسرح الجريمة بقصد او بغير قصد والإضافة مثل التدخين ورمي أعقاب السجائر داخل مسرح الجريمة أو التبول أو إضافة أي آثار حيوية داخل مسرح الجريمة والأخذ مثل أثناء الدخول الى مسرح الجريمة عن طريق المشي والسير على الأقدام أو الدخول بالمركبات والدراجات النارية حيث يتم رفع آثار من مسرح الجريمة بواسطة الاقدام والاطارات وإضافة أخرى.
4-في حالة وجود آثار يخشى فقدانها أو اختفائها لأسباب طبيعية مثل الرياح أو المطر أو درجات الحرارة أو فقدانها لأسباب غير طبيعية مثل العبث لاحتمال تأخر وصول المختصين وبعد المسافة ووعورة الطريق وتضاريس المنطقة يتم التعامل مع الآثار التي يخشى فقدانها واختفائها بحذر وبطريقة صحيحة حيث يتم أولا تصويرها بوضعها في مسرح الجريمة وأخذ القياسات لها أن أمكن ويتم رفعها وحفظها بطريقة صحيحة وتسجيل نوعها وعددها ومكان العثور عليها وذكر سبب رفعها والشخص القائم برفعها والشخص الذي سلمت له أو الجهة التي أُرسلت إليها أو سلمت لها ومن الأمثلة على الاثار التي يخشى فقدانها أو تعرضها للتلف أو اختفاء ملامحها اثر دعسات الاقدام وإطارات المركبات والدراجات النارية على الأرض الرملية أو البلاط او أي حامل يمكن تحريكه ونقله وإذا كانت الآثار على الجثة ويخشى اختفائها أثناء نقل الجثة وتخزينها وظروف حفظها في الثلاجة ونتيجة سوء التبريد ودرجة الحرارة التي يتم تبريدها فيها(أحياناً يتم حفظ الجثة في ثلاجة درجة حرارتها منخفضة إلى حد التجميد واحيانا درجة حرارتها مرتفعة تبريد غير مثالي للحفاظ على الآثار التي بالجثث ويتسبب التبريد غير المثالي إلى فقدان واختفاء بعض الآثار)وكذلك نقل وتخزين الجثث والتدخلات الإسعافية والجراحية وخوفا من حدوث تغير في شكل الإصابة أو اختفاء آثار يتم تصوير الجروح والاصابات الموجودة بالجثة مع القياسات أن امكن وضع قياس بجانب الإصابة أو الجرح حسب الإمكانيات المتاحة ومن أمثلة الآثار التي يخشى اختفائها من على الجثة او من على الجروح والاصابات وحولها بقايا البارود المحترق أو غير محترق(النمش البارودي) الاسوداد الكربوني، اثر انطباع فوهة السلاح، اثر عضة على الجثة او على أحد المشتبهين، شكل الجرح أو الإصابة أحياناً يحدث تغير في شكل الجرح بعد تبريد الجثة وتختفي علامات من على وحول الجرح.
5-الوسيلة المستخدمة أو أداة الجريمة سواءً كانت بندقية أو سكين أو جسم صلب معدني أو غيره أو أي وسيلة أخرى يتم تركها في موقعها في مسرح الجريمة على الوضع الذي وجدت عليه، وفي حال خشي فقدانها يتم تصويرها مع القياس في موقعها ورفعها بحضر مع مراعاة عدم اللمس المباشر لها أو لأي جزء منها واستخدام مادة عازلة جلافس أو كيس بلاستيكي أو قطعة قماش أو غيره ولا يتم إعادة استخدامها مثل إطلاق النار بالسلاح أو شحن او تفريغ السلاح إذا كان مشحون يتم الاكتفاء بتأمينه، والمحافظة على أماكن اللمس المحتملة والاجزاء وعدم إزالة أو تنظيف أي آثار من السلاح أو الوسيلة المستخدمة.
6-عند الضرورة أو الاضطرار للدخول لمسرح الجريمة مثل إسعاف المصابين يتم رسم خط للدخول والخروج من والى مسرح الجريمة والمحاولة قدر الإمكان المحافظة على الآثار وعدم إتلافها أو نقلها أو الدعس عليها .
7-في حال وجود مصابين وكان بالاستطاعة أخذ صور للإصابات والجروح الموجودة بهم بعد الجريمة مباشرتا وإثبات شكلها والآثار الموجودة بها وحولها بسرعة ودون أن يتم الشعور والانتباه لمن يقوم بالتصوير، لان اشكال الجروح والاصابات والآثار الموجودة عليها وحولها في الأغلب تختفي بسبب حدوث تدخلات إسعافيه وجراحية وطبية بسبب استخدام مواد معقمة وتنظيف الجروح واحيانا عمليات جراحية وتخيط الجروح مما يتسبب في تغيير معالم الجروح وإزالة الآثار والتي يمكن من خلالها الحصول على دلالات مهمة ولذلك يفضل التقاط صور سريعة إن أمكن ذلك دون التسبب بأي مشاكل او تأخير نقل وإسعاف المصاب.
8-الحفاظ على الآثار في مسرح الجريمة وحمايتها قدر الإمكان والاستطاعة من العبث بها سواء بسبب العوامل الطبيعية أو الغير طبيعية وعوامل الطبيعية مثل التضاريس والرياح والمطر والرطوبة ودرجة الحرارة وأشعة الشمس المباشرة ويتم حماية مسرح الجريمة في هذه الحالة بوضع حماية على أو حول الآثار مثلا يتم وضع ظلالة على الجثة لحمايتها من أشعة الشمس المباشرة أو المطر، او وضع علامات حول الآثار، أو حماية حول الأثر كجدار من الأحجار أو سياج أو غيره، وكذلك حفظ وحماية مسرح الجريمة والآثار الموجودة به من العوامل الغير طبيعية مثل العبث من قبل بعض المختصين في تأمين مسرح الجريمة أو من قبل الفضوليين وادعياء المعرفة والفهم الذين يحاولون بقصد او بغير قصد العبث بمسرح الجريمة.
9-عدم نقل الجثث من مسرح الجريمة خاصة إذا تم التأكد من الوفاة، فلا داعي لنقلها إلى المستشفى أو غيره ومن الأفضل تركها في وضعيتها التي وجدت عليها حتى يصل المختصين لما لذلك من دلالات تفيد في التحقيق.
10-امتلاك الحس الأمني وسرعة البديهة والتركيز وملاحظة أي شيء مريب أو أمر غريب ورصد وتسجيل أي معلومات أو تحركات وتدوين أي إفادات أو معلومات عن الأشخاص والواقعة وتدوين أسماء الأشخاص المتواجدين في مسرح الجريمة أو محيطه أو حوله أو من لهم علاقة بمسرح الجريمة أو الضحايا أو الجناة .
هذا ما استطعت الإحاطة به في هذه العجالة واذا كانت هناك أمور ومهام وواجبات أخرى لم اذكرها أو ذكرها غيري في كتابات وأبحاث أخرى سابقة لهذا يتم إضافتها في التعليقات، واعذروني أن قصرت أو لم اعطي الموضوع حقه ومستحقه كوني تحدثت عن الموضوع في عجالة وحاولت اختصار الموضوع وتبسيطه واختيار المصطلحات والكلمات المبسطة قدر الإمكان، حتى يكون في متناول جميع الفئات المستهدفة ويناسب القدرات العقلية والمستويات التعليمية والقدرات والمهارات التي يمتلكها العاملين في الجهات والأجهزة والمؤسسات ذات العلاقة .
✍🏻ناصر احمد حسين
خبير مسرح الجريمة
الجمعة2022/5/20م