JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

خمس كرات قصة للكاتب والأديب محمد عكف

 














قصة قصيرة
🖋️ مــحـــمـد عــكــف
زنجبار.. 4-يوليو-2021

في تحدٍ سافر للعب كرة القدم ..اجتمع الصبية الصغار في الطريق الفرعي في وسط القرية.. وقد أخذهم الحماس  بعد  مشاهدة مسلسل 'كابتن ماجد'.


 فريق "منير الذكي" يتكون من الثلاثة.. الكابتن منير والكباتن سالم سقا وحارس المرمى السمين حسين فاضي.


 والفريق الخصم.. يتكون من كابتن الفريق باسم عريض والكباتن مرتضى فهد وحارس المرمى باسل البعير .


بعض منازل الجيران قريبة من الطريق .. ومطلة على ملعب الصبية المفترض.


قبل أن تبدأ أحداث المباراة.. يتم البحث عن أربع احجار.. وتوضع كل حجرتين متوازيتين، وبينهما مسافة مترين كمرمى. 


عصراً.. اشتدت رحى المعركة الكروية.. الأجساد الغضة الطرية صارت تتصبب عرقاً.. وكانت الهجمات سجال.. هدف بهدف.. وصارت النتيجة أربعة لفريق الكابتن باسم عريض مقابل ثلاثة أهداف  لفريق الكابتن منير الذكي صاحب فكرة التحدي.


 وفي خضم المنافسة والحماس دخلت الكرة حوش منزل الجارة  الأربعينية ..الآنسة فهيمة  عبدالجبار!...كما يحلو للصبية تسميتها،، فهيمة جبّارة،،!!. 


حاول الكابتن الصغير منير الذكي التسلل لإخراج الكرة بالصعود على جدار الحوش المبني بمزيج من البلوك والطين والمغطى بالأسلاك وبعض الشوالات والطرابيل .


فإذا به يرى  الآنسة فهيمة الجبّارة.. مُتأبطة الكرة والحنق  باد في وجهها المنفوخ.. وفي يدها مكنسة مصنوعة من (سعف النخل).


 شعر رأسها منكوش.. ترتدي ثوباً بالياً قد بدت الثقوب في بعض اجزاءه..  ومربوط بعقدتين في أعلى صدرها  لتستره.. فهي ليس لديها من المزاج حتى لتخيط ثوبها بالخيط والإبرة..  وما أن شاهدت منير الذكي.. حتى صاحت وولولت قائلة :  [وااابن الذكية! والله بأربيك، لوما يربوك أهلك.. أنا قد حذرتكم من اللعب عند بيوتنا.. أزعجتمونا وما خليتونا نهدأ ونرتاح!..

الكرة هذه والله ما عاد تشوفوها. ]

 وركضت نحوه مسرعة و ملوحة بالمكنسة في الفضاء لتضربه.. ولكنه أفلت منها!.


.. المباراة لم تنتهي بعد ولنا لقاء آخر .. قالها الكابتن منير بحرقة مخاطباً الكابتن باسم وفريقه.. البادية ابتساماتهم الساخرة على وجوههم، ابتهاجاً بنشوة الانتصار. 


عاد الكابتن منير لمنزلهم حزيناً، باكياً ،مقهوراً.. يشكو لوالده قساوة الآنسة فهيمة.. وأخذها للكرات الداخلة لمنزلها وتأميمها.. وهذه الكرة الرابعة!.. وفي الحقيقة هو كان يتألم ويشكو  هزيمته وانكساره المضمر!. 


يتبسم والد منير.. ويوعده بكرة قدم جديدة. ولكن يجب عليهم أن يبحثوا عن مكان آخر للعب فيه.. وهو يعلم مسبقاً بأنه لا توجد ملاعب للصبية الصغار غير هذه الطريق!. 


مرت الأيام.. ولم يزل طعم مرارة الهزيمة عالقاً في ذهن منير.. بل وفي كل جوارحه .


فهاهي لحظة التحدي حانت.. وبنفس الميقات واللاعبين.. تبدأ المباراة.. ويحمى الوطيس.. ويتقدم فريق الكابتن منير بهدفين.. ويحاول فريق باسل تقليص الفارق وذلك بتسجيل هدف خاطف....


 وتدخل بعده الكرة.. منزل الآنسة فهيمة.. وكالعادة يتسلل منير لاستخراج الكرة وقلبه يرتعد خوفا ..

ولكنه هذه المرة لم ير، ما اعتادت عليه عيناه  في حوش الآنسة  فهيمة..

 فقد رأى وعلى كرسي ذي مسندين ..  تقعد الآنسة فهيمة بتسريحتها الجميلة.. وملابسها الجميلة.. ورائحتها العطرة ..واناقتها الغير معهودة .. بيدها موبايل حديث الطراز .. تتصفح الواتس بلهفة وشوق.. ومستمتعة بصوت نغمات الرسائل الواردة.. والابتسامة تنير وجهها المكتنز.


ما أن رأت منير.. أشارت إليه بيدها بإن انتظر.. دون أن تكلمه.. ودخلت للمنزل.. وأخرجت له الأربع  الكرات الحبيسة.. والتقطت الكرة الخامسة من الحوش.. وناولته اياهم جميعاً.. وهي مشغولة بالنظر لشاشة الموبايل .. تطالع وردة حمراء وقلباً أحمراً!. 


 ثم قالت له بصوت رقيق : ،،يا كابتن منير الذكي.. ثاني مرة كن أطرق الباب! ،،.


صفق الصبية عند مشاهدة عودة كراتهم المنهوبة.. وحملوا الكابتن منير على الأكتاف.. يعيش الكابتن منير الخطير.. يعيش منير يعيش منير... 


بعدها تستأنف المباراة ويفوز فريق  الكابتن منير بخمسة أهداف.. وخمس كرات! .






خمس كرات قصة للكاتب والأديب محمد عكف

خبير مسرح الجريمة

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة