ملفات الظل | الحلقة الرابعة عشرة
حين تصبح الرياح شاهدة على جريمة لم يرها أحد
جثة مشنوقة وسط الحقل... ولا أثر لخطوات القاتل!
ظلال الريح: الجثة التي حوّلت مزرعة نائية إلى متاهة أسرار
في صباح بارد من شتاء 1993، استيقظ سكان قرية "وادي التين" على خبرٍ كفيل بأن يطرد النوم من أعينهم لأشهر: جثة رجل أربعيني وُجدت معلقة على جذع شجرة زيتون في قلب مزرعة مغلقة، دون أي علامات اقتحام، ودون أثر لأي خطوات أو وسيلة للوصول إلى مكان الجثة!
كان الضباب كثيفاً والريح تعصف بالأغصان، وكأن الطبيعة نفسها تحاول إخفاء ما حدث في ذلك الحقل المهجور.
وصل فريق التحقيق بقيادة المحقق نبيل خ، أحد أمهر المحللين الجنائيين في الريف الجنوبي، ليفتح باباً على لغز لم يُشبه سواه.
الجثة واللغز:
الرجل المعلّق كان يُدعى سميح ا، مزارع سابق اختفى منذ خمسة أيام. وجهه خالٍ من التعبير، بلا كدمات، الحبل ملتف بإتقان احترافي حول عنقه، والجثة متدلية بطريقة لا يتركها الانتحار ولا يُجيدها إلا قاتل مُحنك.
لكن المذهل كان الأرض: لا آثار أقدام، لا عجلات سيارة، لا بصمات، ولا حتّى انحناءة عشب واحدة!
الأدلة الصامتة:
استعان الفريق بتقنيات كشف التربة الحرارية، فتبين أن الأرض تحت الجثة دُوست منذ 48 ساعة، أي بعد اختفاء سميح بيومين. هذا يعني أن القاتل لم يعلّقه فور قتله... بل أبقاه مخفياً ثم جاء به ليلاً ونفذ عمليته دون أن يُرى.
الحلقة المفقودة:
أشارت الأدلة الجنائية إلى وجود بقع دقيقة من الطين على ساقي الجثة. بعد تحليلها، تبين أنها تحتوي على تربة من نوع خاص لا يوجد إلا في طرف القرية، قرب مغارة مهجورة تُعرف بين الأهالي بلقب "كهف الرياح".
هناك، اكتشف الفريق مسرح الجريمة الحقيقي: بقايا حبل مقطوع، آثار مقاومة، وبقعة دم صغيرة. تم نقل الجثة من الكهف إلى المزرعة بهدف إرباك التحقيق!
الدافع والقاتل:
بعد استجواب عدد من السكان، تبيّن أن سميح كان قد دخل في شراكة تجارية غامضة مع وافد مجهول الهوية، شوهد مرّة واحدة ثم اختفى. ومع تتبع مكالماته الأخيرة، تم كشف هوية القاتل: ابن عمّه، ياسر، الذي حاول إخفاء الخلاف حول ملكية الأرض بتحويل الجريمة إلى لغز صوفي!
ألقي القبض عليه في مدينة مجاورة، واعترف بجريمته: "أردت أن تبدو قصته كقصص الأساطير... لأن في الغموض راحة للقلوب!"