JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

قصة الجليلة للكاتب محمد عـــكــف عوض مبارك



































































































قصة الجليلة 🦙

🖋️محمد عـــكــف

22-يناير-2022












































































على شفا الوادي اللامتناهي الأطراف، حيث بنى الرعيان حظائرهم، ليسهل رعي أغنامهم في رقعته الفسيحة والخصبة.

























كذلك بنى سعد التهامي حظيرته وأحكم سياجها بالشوك، وجعل وسطها سقيفة، تقي أغنامه من حرارة الشمس، وعند هطول المطر.



















قرابة الأربعين رأس يتعايشون في تلك الحظيرة، لا اتسمع لهم صوتاً، فقد نابت عنهم، الجليلة، عنزة يخيل للناظر إليها بِأنها تيس! كيف لا؟ وهي العنزة المحظية لدى الراعي سعد التهامي، دلّلها كثيراً وأمعن في ذلك وأطلق عليها ألقاباً كثيرة، الزعيمة، الرئيسة، الوزيرة، السفيرة.....



















كلما لاح سعد بقرب حظيرته لإطعام مواشيه، تبرز هي من بين القطيع، راكضةً نحوه يسبقها صوتها الاستثنائي العجيب للإستئثار بأكبر كمية علف واهتمام من قبل سعد.




لقد ألفت رائحته، وخبرت ممشاه وحركاته وسكناته، حتى في غفلتها، صارت تحس بوجوده واقترابه في اي وقت يحضر او يخطر بالقرب من الحظيرة.



















تصدرت القطيع، صارت تقوده في المرعى وكذا في الحظيرة، تجاهلت ريادة الذكور، وتناست الفارق...

واعتادت الأمر، واتصفت بالذكورة شكلاً ومضموناً، حتى أن رائحتها تحورت، وباتت كرائحة التيوس، وكذلك صوتها صار جهورياً فوضوياً!



















عملت على وأد صوت الأنثى الصارخ في جوفها.




افتخر بها وأصبح ينظر لها ويعدها في منزلة، تيس من التيوس،.






















ينشرح خاطر الراعي سعد التهامي، أيما انشراح، وينبسط غاية الانبساط، حين يرى عنزته القرناء، تناطح وتدافع بقرونها بقية الماعز، ذكوراً وإناثاً، عند المأكل والمشرب والمبيت، ويعلق بقوله:

،، امانة،، انك افضل من مائة تيس،،.

تتمادى في إيذاء أقرانها، لانتزاع مزيداً من الإعجاب والدهشة والابتسامات البلهاء الصادرة من محيا سعد .
















صارت الجليلة محور حديث سعد، حتى مع فريدة زوجته في المنزل الكائن ليس ببعيد عن الحظيرة.

لم ينتبه سعد لتناقص أعداد أغنامه، بسبب سوء قيادة الجليلة للقطيع، ولم ينتبه سعد أيضاً لغيرة زوجته فريدة ووسوستها، وعدم رضاها لوضعها غير الطبيعي بعدم الإنجاب، بعد مرور سبع سنوات زواج.













قرر سعد الذهاب للمدينة لقضاء بعض الأعمال، وجلب المؤونة، وأوكل مهمة الرعاية لزوجته فريدة.




مُكرهة، ذهبت فريدة لضاربة الرمل، المنجَّمة، لكي تطالع لها ،البخت، وتكشف لها المستور، بشأن الخلفة.
















كانت ،المنجَّمة الدّجالة، في العقد الخامس من عمرها، مهملة المنظر، شعرها منكوش، منفوخة العينين، أسنانها مِسودة، يظهر عليها آثار التدخين المفرط.






















فما كان منها بعد إشعال البخور، ورش اللبان على النار، وقراءت بعض الطلاسم والخزعبلات، ولف بعض الحروز والتمائم العابقة برائحة ،،الحلتيت والمر واللبان والزعفران،، ودسها في يد فريدة، بأن تأمرها أن تذبح رأسين غنم من أفضل وأحسن ما لديها ، وتطعم بها ثلاثين بيتاً، من غير بخلٍ، وبأن لا تنسى أن تأتيها هي ايضاً بحصتها من الطعام .













ذهبت فريدة مباشرةً لحظيرتها، وذهلت لهول ما رأته من تناقص في عدد الأغنام، بعد تعهدها لهم قبل شهر.










عجيبة! قالت فريدة مخاطبةً نفسها، بعد ان صوبت بصرها للجليلة :كان عددهم أربعين قبل شهر!










وكيف صار عددهم اثنين وثلاثين، فما كان منها إلا أن توجه اللوم لزوجها سعد الغائب، بتوليته الريادة للجليلة!













نفذت فريدة وصية ،المنجَّمة الدّجالة، بحذافيرها، واختارت أفضل وأسمن ذبيحتين في الحظيرة!



















عاد سعد بعد خمسة أيام قضاها في المدينة، وذهب يتفقد حظيرته، ولكنه لم يرَ الجليلة، ولم يسمع لها صوتاً، ولم يعد لها وجود! فأصابه الهلع.



















يسأل زوجته بحنق، أين الجليلة؟

تسأله بدورها هي بكل هدوء، الأحرى بك أن تسأل نفسك أين العشرة الرؤوس المفقودة؟

والأجدر بك أن ترعى وتنمّي الثلاثين رأس الباقية...







































































































قصة الجليلة للكاتب محمد عـــكــف عوض مبارك

خبير مسرح الجريمة

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة