JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

فقه الواقع والخطاب الديني ومدى تطبيقه من قبل الخطباء والمرشدين والدعاة وأئمة المساجد



























للكاتب/ناصر احمد حسين-نائب مدير إدارة الأدلة الجنائية محافظة الضالع-اليمن


إلى الخطباء والمرشدين والدعاة وخطباء الجمعة وأئمة المساجد وكل من يقوم بإلقاء الدروس والمحاضرات الدينية والتوعية في جميع المساجد والمنابر الإعلامية وقنوات التواصل الاجتماعي.
لا تحدثونا عن أحكام الربا وآداب قضاء الحاجة وفضائل شهر شعبان ورمضان الناس يعانون في صمت ويتألمون ويبكون بدون دموع من البلاء والوباء الذي حل بالأمة من غلاء الأسعار وتدهور العملة وظلم واحتكار التجار وعدم قيام السلطات بواجبها تجاه مواطنيها، احترموا عقول من تخاطبوهم ولا تستخفوا بهم وتضاعفوا من معاناتهم وآلامهم وأوجعاهم يكفيهم استخفاف الحكام والمسئولين بهم وعدم الشعور والأحساس بما يعانون او يهتمون لأمرهم وبدلا من التخفيف من حجم معاناتهم والقيام بواجبكم تجاه الأمة والنصح لمن ولي أمر هذه الأمة والارتقاء بخطابكم حتى يلامس هموم واوجاع الناس تقومون بقصد أو غير قصد بإضافة ألم ومعاناة اخرى بجانب ما سبق، فلا يمكن للبطون الجائعة والنفوس المنكسرة والعقول المهمومة أن تتفاعل وتتقبل حديث عن أمور لا تناقش ولا تتطرق لمعاناتهم وهمومهم حتى لو كانت دينية وتتحدث عن أحكام وفرائض وهذا لا يعني انهم على علم ومعرفة بهذه الأحكام والفرائض ولكن الواقع والظروف التي تمر بها الأمة تتطلب أن يكون الخطاب الديني موجه نحو الأمر الأهم والبلاء الذي حل بالأمة فالإسلام لم يأتي فقط ليملي على الإنسان الواجبات المفروضة عليه أو يهتم بالجانب الروحي فقط الإسلام دين ودولة.
ورسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم لم يحدث الناس عن الفرائض وأحكام الدين في أوقات البلاء والشدة وكان ينتهج فقه الواقع ولكل مقام مقال وكذلك الخلفاء الراشدين والتابعين وعليكم الاقتداء بنبينا ومعلمنا الأول محمد عليه الصلاة والسلام وصحابته والتابعين ومنهم سلطان العلماء العز بن عبد السلام الذي كان له رأيا فقهيا جازما في هذه المسألة وهي فقه الواقع وماذا يجب على العالم والناصح والمرشد والخطيب في مثل هذه الظروف التي تمر بها الأمة وأوقات البلاء والأوبئة والشدائد وماهوا المقال المناسب لهذا المقام الذي نحن نمر الان به بلاء ووباء وشدائد كثيرة فبالله عليكم ما هو المقال المناسب لمثل هذا المقام؟
هل المقام الذي تعيشه الأمة من بلاء ووباء وغلاء وتكالب الأعداء من كل حدب وصوب في ظل تخاذل القائمين على أمر هذه الأمة وعدم قيامهم بواجبهم نحو الأمة أفرادا وجماعات والظرف الذي تمر به الأمه الان مناسب للحديث عن أحكام الربا والحيض والنفاس ونواقض الوضوء وأحكام الغسل والجنابة وهل الحديث عن آداب الأكل والشرب في مقام يعاني ويكابد الكثير فيه من أجل الحصول على ما يؤكلون ذو جدوى، لا تحدثني عن آداب الغسل وأنا لا أجد الماء ولا تحدثني عن آداب المائدة والاسراف والتبذير وانا لا أجد ما أأكل ولا تحدثني عن أحكام اللبس وأنا لا أجد ما البس حدثني عن البذل والعطاء وأخلاق السابقين في مثل هذه الظروف حدثني عن عدل الفاروق عمر وسخاء وكرم عثمان ذكرني بأقوال العز بن عبد السلام للسلاطين والحكام وعدم خوفه في الله لومة لائم وقول أبو ذر الغفاري لعمر وهو على المنبر لا طاعة لك يا عمر وسبب قوله ذلك.
الإسلام جاء لحفظ الضروريات الخمس وهي الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال،
فحفظ النفس من جملة الضروريات التي أمر الله جل وعلا بحفظها وعدم تعرضها للهلاك، قال الله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)،
ونحن الان في مقام يستدعي حفظ النفس اولا كون البلاء والوباء والغلاء وتقاعس الراعي عن القيام بواجبه تجاه الرعية جميع هذه الأمور هي أهم من الأمور الأخرى حاليا ويجب التركيز عليها وتوجيه الخطاب الديني نحوها والا أصبح الخطيب والمرشد والداعية والعالم خائنا لأمانته ومداهن ويخشى في الله لومة لائم .
اللهم ردنا إليك ردا جميلا واهدينا إلى الصواب وارفع عن أمتنا ما حل بها من البلاء ولا تؤاخذنا أن أخطأنا او نسينا .

✍️ناصر أحمد حسين
    الأحد 29مارس 2021




















author-img

مدونة خبير مسرح الجريمة Crime Scene Expert Blog

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة